مقالات

لهذا أكره الضباط

هادي جلو مرعي

تنويه كل ضابط نزيه وشريف، يحترم مسؤوليته، وكل جندي محترم، وكل شرطي، ورجل أمن غير معني بما ورد في هذا المقال.شعرت بفرح غامر عندما تخلى شقيقي عن رتبته العسكرية بعد أن أكمل دراسته في الكلية الفنية العسكرية في عهد نظام صدام حسين، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه بعد العام 2003، ولم يمنح منصبا لأنه ليس حزبيا، وليس غبيا، فالمناصب تعطى للأغبياء ولأتباع الاحزاب سيئة الصيت التي نهبت العراق، وحولته الى خرابة.

تخرجت من الكلية، فذهب أهل الواسطات الى الماجستير، وذهبت ب(نعال لاستك، وملابس بالية) وأجرة سيارة لاأعرف من أين حصلت عليها الى معسكر تدريب الحلة قرب كراج باب الحسين، وتعرفت الى مايعني السقوط الأخلاقي للضباط في المعسكر، فكنا ندفع المال لضباط برتبة ملازم يتقاسمونه مع الضباط الأعلى رتبا منهم، ليمنحونا أوراق نزول ظهر أنها مزورة عند إجراءات التسريح، وكنا نواجه عقوبات مؤلمة، ونسمع لكلمات نابية وسوقية من الضباط الذين يضحكون، ويأكلون، ويتهندمون، ويذلون بالجنود، ويشتمونهم، ولاتسقط من ألسنتهم تسميات ( الأمهات والخالات والعمات) ويذكرون عورات النساء للجنود المغلوب على امرهم، وهولاء يشبهون بأخلاقهم ضباط الأمن والمخابرات والشرطة بوصفها أجهزة قمعية لحماية النظام، وإخافة الناس، فكان الجميع يهان ويذل، بينما يكرم الوضيع والقذر مادام مواليا للنظام.

بعد زوال نظام صدام، ومجيء النظام الديمقراطي الفدرالي الإتحادي، وهو نظام فساد وطائفية وأحزاب كانت تحمل الورود، وتعد الشعب بالخير العميم، فإذا بها أحزاب سرقات، ونهب جمعت كل رذيل ووضيع، ومنحته منصبا، فضاع الأخيار في زمن الأشرار، وإذا بالعديد من الضباط يمارسون ذات الأفعال، وكأن القضية مرتبطة بالرتبة، وليست بالتربية والخلق والقيم.

ضابط مراهق في السيطرة التابعة للفرقة الخاصة بحماية المنطقة الخضراء سيئة الصيت يسخر منك، ويقلب بطاقتك الصحفية، وجندي يهينك، مستحضرا كل عقد النقص، والتكبر والعنجهية، بينما يقوم أخرون بتمزيق قميص مترجم كبير في السن يعمل في نقابة الصحفيين، ويركلون صحفيا آخر.

يستسبعون على النخب، ويركعون للزعاطيط، ويتفرجون على المخربين،بينما يهينون الصحفيين كما حصل مع الصحفي علي الحاج أمس عند سيطرة الجسر المعلق، ذهبت بنفسي، ورأيت كيف يتصرفون. ألا بئسا لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى