السياسية

معهد أميركي يتهم ’’بومبيو’’ بضرب العلاقة مع العراق.. اغلاق السفارة سيتسبب بـ 7 أضرار

نشر معهد واشنطن للدراسات، تقريرا استعرض فيه تداعيات التلويح الأميركي بغلق سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وفيما أشار إلى أن أميركا تخاطر بإضعاف واستبعاد أول رئيس وزراء عراقي يمتلك رؤية إصلاحية، بين أن تهديد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أدى إلى تدهور العلاقات بين واشنطن وبغداد.

وذكر معهد واشنطن للدراسات، أن “التهديد الذي وجهه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باغلاق السفارة الامريكية في بغداد، ادى الى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق إلى مستوى منخفض بشكل صادم بعد أن كانت بافضل حالاتها، وذلك عقب زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن في آب”.

وأضاف التقرير، أن “زيارة الكاظمي ادت إلى تعديل هام في مسار العلاقة بين البلدين، إذ بعثت إدارة ترامب برسالة واضحة أشارت إلى تحولها من التركيز المنفرد على إيران وتنظيم داعش، إلى شراكة طبيعية وشاملة مع الحكومة العراقية والشعب العراقي”.

وتابع، أنه “ومع ذلك، فعلى مدار أسبوع واحد، اتخذت الإدارة الأمريكية خطوتين لهما دلالة كبيرة، الأولى منح العراق إعفاء لمدة 60 يوما من العقوبات الأمريكية المفروضة على شراء الكهرباء والغاز من إيران (مما يتناقض بشكل حاد مع الاعفاء لمدة 120 يوما و الصادر في أيار)، أعقبه التهديد باغلاق السفارة”.

وأشارت كلا الخطوتين، بحسب المعهد، إلى “استياء الولايات المتحدة من الهجمات المتواصلة على المنشآت والأفراد الأمريكيين، يعكس اللجوء المباغت إلى أدوات قسرية بالمقارنة مع الاستقبال الحار لزعيم عراقي قبل شهر واحد فقط، عودة الإدارة الأمريكية إلى التعامل الضيق مع العراق في إطار حملة الضغط الأقصى التي تمارسها ضد إيران”.

وأشار تقرير معهد واشنطن، إلى أن “المفارقة في هذا التحول في السياسة هو أنها تخاطر بإضعاف واستبعاد أول زعيم عراقي تتماشى رؤيته للعراق مع أهداف واشنطن، متمثلا بدولة تشهد إصلاحات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مع دور محدود لإيران، لكن الطرفين يختلفان على الجدول الزمني للقيام بذلك، فالكاظمي يؤمن بإحراز تقدم تدريجي، في حين تريد إدارة ترامب نتائج فورية”.

وأكمل التقرير، أن “الكاظمي وخلال زيارته للولايات المتحدة، حث الأمريكيين على عدم النظر إلى العراق كساحة معركة في الصراع الأمريكي-الإيراني، بل كمركز إقليمي لعلاقات ذات منفعة متبادلة في جميع أنحاء الدول المجاورة لها. وقد أعد الفريقان الأمريكي والعراقي إطار عمل لعلاقة بالحجم الصحيح، يُرسِّخ فيه التعاون المدني – وليس العسكري – شراكة استراتيجية مع إقامة روابط في مجالات التجارة والأعمال والثقافة”.

وتابع التقرير، أن “تلك الرؤية الاستراتيجية ستتطلب المشتركة للشراكة المدنية التزام اختصاصيين من كلا البلدين [بالقيام بما تتطلبه هذه الرؤية]. فالسفارة هي المنصة التي لا يمكن الاستغناء عنها لضمان انخراط الولايات المتحدة، كما أن ضمان أمن هذه المنصة هو شرط أساسي، لكن اللجوء إلى إغلاقها يجب أن يكون الملاذ الأخير- بعد استنزاف جميع الإجراءات والمساعي الأخرى فقط”.

وشدد تقرير المعهد الأميركي، على أن “الولايات المتحدة يجب أن تطالب العراق الوفاء بالتزاماته الدولية والدبلوماسية لضمان أمن السفارة وموظفيها”، مبينا ان “القيام بذلك يتطلب التنسيق مع حكومة الكاظمي، وممارسة الضغوط على القادة السياسيين الذين يلتزمون الحياد في بغداد وأربيل، والحصول على دعم الحلفاء ضمن تحالف مواجهة تنظيم داعش ودول المنطقة”.

وختم التقرير، أن “تداعيات إغلاق السفارة على السياسة الأمريكية سيؤثر على قائمة غنية من التعاون الثنائي ويضر بـ 7 مجالات هي الاقتصاد، والطاقة، والصحة، والتعليم، والعلاقات الثقافية، والأمن، ومكافحة الإرهاب. وتدعم هذه الأجندة الطموحة التعافي والاستقرار في العراق وتوفر صلة وصل لعلاقة طويلة الأمد، لكنها ستصبح دون جدوى في غياب سفارة أمريكية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى