مقالات

نهاية أطول الحروب من دون دروس

د. فاتح عبدالسلام

هناك مَن يقول انّ الولايات المتحدة رمت عشرين سنة من حرب طويلة باهظة الثمن في سلة المهملات حين قررت الانسحاب من افغانستان من دون تحقيق نتيجة.وهناك يتساءلون عن طبيعة تلك النتيجة التي كانت ترجوها واشنطن حين غزت تلك البلاد المستعصية، وهل اسقاط نظام طالبان وتنصيب حكومة جديدة كان كافياً للإجابة عن بند يخص سبب الغزو الامريكي، مادام انّ قضية الارهاب لم يحلها الاحتلال الامريكي واستمرت حركة طالبان في قتال طوال هذي السنوات وتلاشى مع الوقت هناك اسم القاعدة، وحولت الحركة الطالبانية من دون تشعر مشروعها الجهادي الى مشروع وطني لا تؤمن به عادة في ادبياتها.تصريح وزير الخارجية الامريكي اليوم عن ان للولايات المتحدة لديها امكانات منع قيام تنظيم القاعدة بتهديد بعد الانسحاب. ياترى ألم يكن داعش أكبر قوة وأثراً، لماذا لم تتمكن واشنطن من منعه تهديد العالم ؟كان العالم مرعوباً بعد اعلان مسؤولية القاعدة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ الى أن أصبح الرعب الجديد يرتدي ثياب تنظيم اخر أكثر شراسة ووحشية واقوى نفوذا واحتل اجزاء كبيرة من عدة دول عربية في السنوات الاخيرة، بما كان يستوجب بحسب نظرية واشنطن في ملاحقة الارهاب غزو أكثر من أربع دول عربية لاستئصال التنظيم الارهابي، كما كان الدافع الذي حرّك الجيش الامريكي الى افغانستان والتي كانت لتوها قد شهدت خروج الجيش السوفييتي منهزماً لا نتيجة بين يديه.هناك جيل جديد في بلاد الافغان لكن لا تتوافر له امكانات زمنية ومادية كافية لمواجهة حركة طالبان التي انتهت واشنطن الى التفاوض معها والقبول بشروطها لإتمام الانسحاب. من هنا يكبر التحدي الثقافي أولاً في صلب بناء الوطنية الافغانية لتحصين البلاد ضد الارهاب .. وضد تكرار الاحتلال .ياترى أين يقف العراق الذي عاش اطواراً مشابهة من هذه التجربة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى