مقالات

هل الإسلام السياسي هو الحل؟

هل الإسلام السياسي هو الحل؟منقذ داغر

وإذا كانت لامريكا وكل من رعى او دعم هذا الاتفاق من الدول الكبرى (روسيا والصين) او القوى الاقليمية (تركيا وايران وقطر) مصالح آنية وقصيرة المدى في الاتفاق الامريكي الطالباني ، الا ان النتائج ستكون وخيمة على هذه الدول قبل شعوب الشرق الاوسط على المديين المتوسط والبعيد بل وحتى القريب. هذا الاستنتاج لا يأتي من فراغ بل من سوابق تاريخية خاصة بالحركات الاسلامية الجهادية. فقد ادركت القوى الاقليمية التي دعمت مخابراتها نشاطات القاعدة في العراق فداحة الخطأ الذي وقعوا فيه حينما حول ذلك التنظيم الارهابي بنادقه وسيوفه ومتفجراته نحوهم. نفس الشيء حصل مع داعش وداعميها سواء في العراق او سوريا. وقبل ذلك-وكما اوضحت ذلك في الحلقة الاولى من هذه السلسلة- فقد انقلبت طالبان على الباكستان التي انشأتها لتضرب في عمق بلوشستان الباكستانية وتنشر الفكر الحهادي والممارسات التكفيرية هناك. كما ان تنظيم القاعدة الذي ساهمت في انشاءه ودعمته امريكا والسعودية لمجابهة السوفيت ، انقلب فضرب امريكا في مقتل في اكثر من مرة كان اسقاط برجي منهاتن آخرها. كما ان تنظيم القاعدة في الجزيرة واليمن لا يزال ينشط بعملياته الارهابية هناك. لذا يبدو التعويل على تسامح ووسطية واعتدال الاصدار الجديد من داعش رهاناً خاسراً في ضوء كل التجارب التاريخية. وستزدادوتيرة الاخبار التي بدأت تتسرب في الايام الماضية عن ممارسات طالبان وسرعان ما سنجد نفس المواقع الاعلامية الداعمة تبدأ بمهاجمة الفكر التكفيري الجهادي لطالبان بخاصة بعد ان ينضم تنظيم القاعدة علنا لقوات طالبان وهي تقاتل معارضيها في شمال افغانستان او في الاجزاء الاخرى التي ستثور ضد حكم طالبان سواء بسبب الدعم الخارجي او لاسباب داخلية.كأي حركة جهادية اسلامية ، فإن طالبان تجيد القتال بل وتبرع فيه وبإمكانها ان تحقق انتصارات كبرى على الجيوش النظامية ،لكن مشكلة هذه التنظيمات هو ضعف قدرتها على ادارة الحكم وصعوبة تغيير منظومتها الفكرية والعقائدية التي تستمد منها شرعية وجودها. طالبان مثل القاعدة مثل داعش مثل سواها من الحركات الجهادية(السنية) ،لا يمكن لها ان تعيش بدون الجهاد ، والقتال ووجود عدو (كافر) يتم توجيه السلاح نحوه. كما انها مثل بقية الحركات الاسلامية(بمختلف طوائفها) تؤمن بانها تحمل رسالة إلهية مكلفة بنشرها و(تصديرها) او تعميمها. وهي تؤمن ان فكرها هو الذي يجب ان يسود لانه فكر إلهي وليس وضعي. وبالتالي فهي (كبقية الحركات الاسلامية) تعتقد نفسها الفرقة الناجية الوحيدة والمبشرة بالجنة. وأن الموت في مقاتلة (الآخر) هو شهادة يجب السعي لها. في ظل مثل هذه المفاهيم العقائدية الدوغمائية ،يصعب تصور وسطية واعتدال حركات الاسلام السياسي فكيف بحركات الاسلام الجهادي كطالبان؟!إن البعض ، إما بسبب يأسه من نظم الحكم الفاشلة والمتخلفة في المنطقة ، أو بسبب عداءه لامريكا وما فعلته ، او بسبب انتماءاته الفكرية العقائدية ،يريد منا التصديق على صلاحية الاصدار الطالباني الجديد كنسخة محدثة قريبة من نسخ الاسلام السياسي غير الجهادي ، و كبديل عن الفوضى الحاصلة في المنطقة. في رأيي فإن الحركات السياسية الاسلامية بمختلف اطيافها (مسلحة او غير مسلحة ،سنية او شيعية ،سلفية او غير سلفية) قد تختلف في الدرجة او المنهج ،لكنها في النهاية تؤمن بذات الفلسفة: (الاسلام حسب تفسيرهم لا سواهم هو الحل).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى