مقالات

هل من جديد في ملف الفساد؟

فاتح عبدالسلام

الجديد في ملف مكافحة الفساد في العراق هو انَّه ملف خرج من الاستخدام السياسي للتصفيات والمساومات والابتزاز والتحالفات والتوافقات الى حيز لا تلعب المساومات السياسية دوراً حاسماً فيه، ليس لنزاهة السياسيين اليوم، ولكن لأنَّه ليس الوقت المناسب لظهورهم بمظهر المدافعين عن فاسدين قد يلحقون بالحيتان الكبيرة الضرر أكثر من الفائدة وانَّ التخلي عنهم ليس أمراً غير مسبوق في عالم الموحد القذر للسياسة والفساد.

لكن لا تبدو المسارات في فتح ملفات الفساد نهائية او شاملة، لاتزال محدودة وتدور حول أسماء لاظهر لها أو محروقة أو تالفة لكثرة الاستخدام .وفي الوقت ذاته لايمكن نكران الهزّة التي أحدثتها قرارات محدودة لمحاربة الفاسدين وكيف، بات بعض المسؤولين السابقين، بحسب روايات من ثِقاة لايعرفون أين يبيتون ليلتهم، وهم يستشعرون الخطر وتخلّي الأقربين عنهم واقتراب آجالهم السياسية.

ملف الفساد هو من أهم الملفات التي طالب شهداء انتفاضة تشرين بفتحها، لذلك لايمكن أن تمر التحقيقات من دون نتائج معلنة في الوقت المناسب، لتكون مادة ليوم عراقي كبير، تبدأ من خلاله عملية استعادة جزء يسير من كرامة الدولة المهدورة.

هناك أجزاء مهمة اخرى، في عملية استعادة المال العام المسروق والمنهوب، ربما ستتدخل دول في تفاصيلها، لأنَّ بعض اللصوص كان خدماً لدول أخرى .

الاكثر اهمية هو ضرورة عدم التراجع أمام أي ضغط ،حتى تتكشف الحقائق من دون ظلم أحد، ومن دون القبول بتقديم أكباش فداء من صغار المسؤولين والسياسيين لينعم أقطاب الفساد في أوكارهم متحفزين للانقضاض من جديد على فرائسهم من ثروات العراق عندما تسنح الفرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى