مقالات

هل من حق الكاظمي إحالة أعضاء الحكومة السابقة إلى التقاعد ؟ .. 

الكاتب مهدي قاسم

قرأت في ” إيلاف ” خبرا يفيد بقيام السيد مصطفى الكاظمي
بإحالة أعضاء الحكومة السابقة إلى التقاعد ، بينما هذا الخبر لم يُسلط عليه الضوء في الإعلام العراقي على نطاق واسع , و ربما تم التعامل معه وكأنه أمر عادي و مسلّم به مسبقا و كتحصيل حاصل للوضع العراقي المربط العام و على أساس أصبحت مسألة مألوفة أن يُحال على التقاعد
كل من هب و دب !! ..

بينما الأمر ليس كذلك وفقا لقانون التقاعد ذاته ..

إذ ليس من حق أي كان سواء رئيسا للوزراء أو للجمهورية
أو كنّاسا في السلم الوظيفي العراقي ، أن يقوم بإحالة الآخرين إلى التقاعد على رغبة أو انطلاقا من المنصب ، لأن المسألة هنا يخص المواطن العراقي و هيئة التقاعد العام أصلا في إطار علاقة رسمية بين الطرفين نظمتها بنود ومواد قانون التقاعد ، والتي على ضوئها
ستُقرر مَن ومتى وعلى أي أساس يُحال على التقاعد هذا الموظف أو ذاك العامل و المستخدم ، أي و بتعبير أوضح و أدق على أساس مدة الخدمة الفعلية والسن التقاعدي المحدد في قانون التقاعد إلا وهو 63 عاما ــ حسب علمي ، ما لم تحدث حالات استثنائية و مبكرة لأسباب طبية
تقررها لجنة طبية مختصة بهذا الشأن ..

و انطلاقا من كل هذا، فأن عملية الإحالة على التقاعد
ليست مسألة موقف سياسي أو إنساني أم مزاجي ، ولا هي منة أو عطف من أحد ما ، بقدر ما هي استحقاق قانوني صرف أم لا ، قد يشمل حتى أعرق مجرم و قاتل سفاح ، لو انطبقت عليه مواد قانون التقاعد من ناحية مدة الخدمة الفعلية و السن التقاعدي المحدد في القانون المذكور ..

ومن ثم كم مرة يريدون إحالة قاتل المتظاهرين عادل عبد
المهدي البالغ من العمر 77 عاما إلى التقاعد ؟ فذات مرة أُحيل إلى التقاعد عندما كان وزيرا ــ ربما للنفط ــ ومرة أخرى عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية والآن يُحال على التقاعد بصفة رئيس الحكومة الفاشلة ؟!!..

و لهذا يجب أن لا نستغرب إذا ما تعرض فضائيات بين وقت
و آخر قائمة لبعض المتقاعدين عندهم ثلاثة أو أربعة راتب تقاعد في بلد جعلت منه الأحزاب الإسلامية الفاسدة مرتع علي بابا واربعين حرامي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى