مقالات

“الدولار” وأزمة الدولة الريعية

حمزة مصطفى

بعد الأزمة الأخيرة المستمرة منذ نحو شهر ونصف بشأن ارتفاع سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي تحول الشعب العراقي من بائع الفجل الى سائق التكتك وبينهما الأستاذ الجامعي الى محللين إقتصاديين.

كان هناك وقت مستقطع تحول به العراقيون الى محللين رياضيين في بطولة “خليجي البصرة 25”. أما طوال العشرين سنة الماضية بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003 والى اليوم حيث لا صوت يعلو على صوت المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية والفسادية الإفسادية والتي يحلو للجميع تسميتها بـ “البغيضة” قبل ارتفاع سعر “البيضة” وإنخفاض سعر الدجاجة التي لانعرف إن كانت هي أم البيضة أم إبنتها بالتبني فإن العراقيين كلهم من بائع رقي العظيم الى سارق القرن تحولوا الى محليين سياسيين وإستراتيجيين ومعظهم يملك مراكز وأبحاث إستراتيجية.

إذن “نعمة من العزيز الجليل” على “كولة” سعد خليفة حفظه الله ورعاه. لكن ماهي هذه النعمة التي هطلت علينا هطول المطر هذا العام بعد إنحباس لم تنفع معه صلوات المؤمنين الإستسقائية؟

. النعمة هي أن دولتنا ريعية ونظامنا هجين “لاهو إشتراكي على وجه ولا هو رأسمالي وجه وكفه”.

نظامنا لا هو برلماني ديمقراطي سويسراوي ولا هو مركزي شمولي كويراوي. نظامنا لاينطبق عليه مفهوم الحسن البصري في وصف إعتزال واصل بن عطاء الذي لم يكن يجيد نطق حرف الراء أي “المنزلة بين المنزلتين”.

ولاتنطبق عليه نظريات آدم سميث أوماركس او ماكس فيبر أو حتى إشتراكية عبد الرحمن البزاز الذي لايعرفه 95% من شباب “هالوكت” قدر معرفتهم بسعدون الساعدي الذي لايزال برغم ارتفاع سعر الدولار يبيع الصمون عشرة بالف. الأمثلة حاضرة لمن بات يشعر بالدوخة بعد هذه الداوركيسة.

إحتياطيك بالبنك المركزي 100 مليار دولار ماعدا الذهب الذي يزيد على الخميس والثلاثين طنا. شهريا حضرتك أيها العراقي المحلل الاقتصادي, الرياضي, السياسي, الإستراتيجي, الأمني على الواهس تبيع نفط بنحو 10 مليار دولار. موازنتك التي في طريقها الى البرلمان تتراوح بين 180 ترليون دينار الى 240 ترليون دينار “يابوية على كولة” داخل حسن. ومع ذلك صار سعر البيضة أغلى من الدجاجة؟ لماذا؟

لأن الدولة الريعية “مضيعه صول جعابها”. وهذا “الصول” الضائع لن نجده الإ بعد أن تنخفض أسعار النفط الى دون الأربعين. عند ذاك سوف نبقى “نفر بإذاناتنا” بحثا ليس عن الصول بل عن .. الجعاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى