مقالات

الرد الأمريكي خارج الهدف

د. فاتح عبدالسلام

تبدو المعادلة واضحة في انّ واشنطن سترد على قصف المليشيات لسفارتها أو قواتها في القواعد العراقية عبر جوانب لا تثير التصعيد داخل العراق، كونها عمليات تستهدف المليشيات في سوريا. التعليقات الامريكية حول انّ الرد الأخير هو صغير لا يريد توسيع دائرة المواجهة يوحي بأنّ قراءة واشنطن غير مكتملة ، بل انَّ مجال النقص فيها واسع، عندما تفترض انّ المسألة انتهت عند هذا الحد من فعل ورد فعل محدود، وكأن الجانب الآخر يوافقها على ذلك.واقع الحال يؤكد انَّ العراق ساحة مواجهة متكاملة ومفتوحة، ليس لها سقف زمني أو سقف في أدوات المواجهة، ولا توجد ضمانات من أية جهة في عدم استخدام صواريخ أكبر وأدق في ضرب السفارة الامريكية او القواعد العسكرية. كما انه لايوجد أي احتمال في السيطرة الممكنة على مصادر القصف، ذلك انّ هناك تداخلاً عسكرياً وأمنياً في البلد، يخدم خلط الاوراق ودس ورقة جديدة مفاجئة في أي وقت.توسيع نطاق المواجهة ليشمل ايران أمر مستبعد أيضاً إن لم يكن شبه مستحيل في فترة حكم جو بايدن، بحسب ايحاءالتصريحات الامريكية ، وبحسب الوضع العام الذي يحيط بأجواء المفاوضات المرتقبة والمستعصية حول الملف النووي .في كل الاحوال، انّ فرص أمريكا محدودة، تحت هذا الأفق الرسمي المعلن، للسيطرة على الوضع داخل العراق وضمان عدم قصف مصالحها، مادامت التسويات لم تنجز كما تريد ايران التي لا تزال تمسك بأكثر من مفتاح مهم في سواحل الخلية ومضيق هرمز وأمن دول الشرق الاوسط والوضع النووي ذاته. مهما بلغت خسائر المليشيات الموالية لايران تحت القصف الامريكي او الاسرائيلي فذلك لا يعني ايران بشيء، فالقتلى اجانب يقاتلون بالوكالة والارض المستهدفة غير أرضها . ولا تملك واشنطن سوى العقوبات التي قد تكون من الماضي في اية لحظة تفاوضية، أو ان تبقى مفروضة، ويبقى الوضع على ماهو عليه من عدم استقرار ، تلك هي المعادلة، ولا نعرف كم تتعامل واشنطن بجدية معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى