مقالات

الرياضة العراقية مشاكلها و اسباب تراجعها ؟


الكاتب أ. د . قاسم المندلاوي
في الحلقة الاولى تطرقنا الى بعض مشاكل و معوقات الرياضة العراقية و في هذه الحلقة الاخيرة نذكر النقاط الاخرى .. علما اننا ” مقدما ” لا نرى اية فائدة مما نذكره لانه لاتوجد في العراق ” حكومة او دولة ” تريد الخير و الامن و الامان لابناء شعبه و الدليل ” صمتها و سكوتها ” على تركيا التي تقصف باحدث الطائرات الحربية للمدن و القرى الحدودية .. ان الذين يحكمون هم غرباء ” مليشيات و احزاب و عصابات ” مسيرون باوامر خارجية ” اقليمية وغير اقليمية ” همهم الوحيد الحصول على المكاسب الشخصية ” المادية و غير المادية و باي ثمن ” هؤلاء اتوا لتدمير ما تبقى من العراق و اخيرا وصلت بهم الامور الى قطع رواتب الشهداء ” الذين ضحوا بدمائهم الزكية و بحياتهم الطاهرة من اجل الوطن ” و قطع رواتب الموظف البسيط و المتقاعد المظلوم ” الذي ضحى بزهرة شبابه في خدمة البلاد ، فضلا عن السواد الاعظم منهم تركوا وطنهم الغالي ” وكل شيء ” بسبب تهديدهم بالقتل والذبح و التعذيب من قبل العصابات الارهابية المجرمة .. واخيرا وليس اخرا و للتاريخ نقدم القسم الاخير ، هدفنا خدمة الرياضة في بلدنا المنكوب . .
ثامنا – المدرب العراقي : مظلوم و مهمش و خصوصا قلة ” الدعم المادي و العلمي ” فضلا عن غياب الاعلام للدفاع عن مشاكله.. وفي اعتقادنا المدرب هو المحرك الديناميكي و العنصر الاساس بل ” العملة الثمينة والنادرة و الرابحة ” لتحقيق انجازات رياضية عالية اذا ما انصفناه واعطيناه كافة حقوقة و بخاصة المادية و العلمية .. و لكن اذا ما استمر وضعه و معاناته و كما هو حاليا لا يستطيع تقديم اي نجاح في عمله مطلقا .. وتعد هذه المشكلة سببا في اخفاق و عجز فرقنا و لاعبينا من الفوز و تحقيق انجازات رياضية عالية بما في ذلك ” ارقام قياسية ” و يحتاج المدرب العراقي الى تجديد معلوماته التدريبية .. و هناك البعض منهم لا يؤمنون بهذا الجانب ولا يهتمون الى تحديث معلوماتهم التدريبية بل يعتمدون على خبراتهم القديمة و خصوصا في مسائل ” البرمجة و التخطيط ” يستخدمون برامج اسبوعية ” ارتجاليية و عشوائية ” كذلك لا يهتمون الى الاعداد و التحضير الجيد ” للاعب و الفريق ” قبل المشاركة في المسابقات و البطولات الداخلية او الخارجية وهي ايضا من العوامل التي تؤدي الى الفشل وعدم تحقيق ” الارقام القياسية ” و الى تراجع تام لنتائج فرقنا الرياضية .. لذا يحتاج المدرب العراقي الى دورات خاصة لتزويده باحدث الامور العلمية والتدريبية .. و يجب على الاتحادات و الاندية الرياضية الاستفادة القصوية من المدربين المحلين و عدم تهميشهم او اهمالهم بل يجب دعمهم و تشجيعهم المادي و المعنوي و تاهيلهم و ترقيتهم من خلال زجهم في الدورات و المحاضرات النوعية و تقويم ادائهم خلال كل بطولة فضلا عن ارسالهم للخارج للمشاركة او للمشاهدة البطولات و المسابقات الخارجية و في دورات تخصصية و مؤتمرات بهدف زيادة و كسب معلومات و خبرات جديدة .. .
تاسعا – الفتاة العراقية : هي الاخرى محرومة عن ممارسة الرياضة داخل المدرسة او خارجها و في الحقيقة انها تحب الرياضة و ترغب ممارستها الا انها غائبة ولمجموعة اسباب : 1 – تاثير الابوين و رفضهم المطلق لمشاركة بناتهم ” وحتى اولادهم ” ممارسة الرياضة خوفا من انتقادات الناس .. 2 – قلة الاندية و المؤسسات الرياضية في جميع انحاء العراق … 3 – عدم تمكن الفتاة ممارسة الرياضة داخل المدرسة و ذلك وكما اشرنا بسبب الغاء حصة التربية الرياضة من جدول الدروس أو وضع دروس علمية مثل الرياضيات ، العلوم بدلا عنها .. و نفس الشيء بالنسبة للمشاركة في التدريب و المسابقات المدرسية و الجامعية وغيرها .. 4 – تاثير التقاليد و العادات و العقد الاجتماعية .. ويمكن القول بان مجتمعنا من المجتمعات الصعبة و المعقدة التي لا تشجيع الفتاة و للمشاركة في التديب و البطولات و السباقات .. .
عاشرا – التعصب الديني : اي الدور السلبي لعلماء الدين و ” المرجعيات الدينية ” تحريمهم للفتاة و المرأة ممارسة الرياضة و اقرب مثال : عندما قامت فتاة بعزف النشيد الوطني العراقي بآلة الكمان في افتتاح بطولة غرب آسيا بكرة الطائرة الذي اقيم في 30 تموز في مدينة كربلاء الامر الذي أثار انتقادات من قبل جهات رسمية و سياسية و دينية حيث اصدر ديوان الوقف الشيعي بيانا اعتبر فيه ان حفل افتتاح بطولة غرب آسيا في ملعب كربلاء انتهاك قدسية المحافظة . .
حادي عاشر – الملاكات الاكاديمية : الاساتذة و الدكاترة و المدرسين و المدرسات واغلبهم مهمشون و غير مرغوب فيهم ” عن قصد او عن غير قصد ” و ابعدوهم عن المشاركة الفعالة في المؤسسات الرياضية القيادية ” وزارة الشباب و الرياضة ، اللجنة الاولمبية ، الاتحادات و الاندية الرياضية ” و كذلك الاشراف على تدريب الفرق الرياضية و الابطال .. و هناك البعض منهم ابتعد من تلقاء نفسه ” عن الجانب الميداني وخصوصا تدريب ” ابطال المدارس ” الذين يتم قبولهم في معاهدهم و كلياتهم .. و هذه هي احدى النتائج السلبية و كتقصير كبير بحق مهنتهم التخصصية ، فضلا عن فتح الباب امام بعض ” الصحفيين و الاعلاميين ” شن هجمات و انتقادات جارحة و مؤلمة ضدهم و حتى وصفوهم ” مكتبيون — مصابون بمرض الجمود ” لابتعادهم عن ممارسة مهنتهم و اختصاصاتهم و القيام بوظائف ادارية و حزبية داخل معاهدهم و كلياتهم و جامعاتهم ..و حتى انهم لا يمارسون الرياضة من اجل الحفاظ على لياقتهم و صحتهم البدنية و النفسية .. وهذه هي مشاكلة اخرى تزيد تراجع عجلة التطور و التقدم للانجازات الرياضة و خاصة الجامعية . .
ثاني عشر – خريجو كليات التربية و العلوم الريا ضية : هنالك اكثر من 13 كلية متخصصة بالتربية و علوم الرياضية منها 4 في اقليم كوردستان ” يتخرج سنويا اعداد كبيرة منهم ولكن بلا فائدة اي لا يقدم هؤلاء اي نشاط مميز للرياضة المدرسية او الجامعية .. علما ان اغلب ابطال العالم هم من المدارس و الجامعات ، و كذلك غياب دورهم في الاتحادات و الاندية الرياضية … و تقع هذه المشكلة على ” وزارة التربية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في وضع خطط التعين و المراقبة و التقويم : 1 – ضرورة تعين قسم من هؤلاء الخريجين كمدربين فقط ” اي ” العمل في مجال تدريب الابطال و الفرق الرياضية . 2 – تعين قسم آخر كمدرسين فقط ” اي العمل في مجال الاشراف على درس التربية الرياضية المدرسية ” 3 – تعين قسم ثالث في المعاهد و الكليات للاشراف على الرياضة الحرة للطلبة .. حيث لا وجود لدرس التربية الرياضية في الكليات و المعاهد و الجامعات العراقية .. جدير بالذكر حاول المرحوم الاستاذ منذر الخطيب عندما كان مسؤولا عن الرياضة الجامعية في العراق ادخال ” درس التربية الرياضية ” الزاميا ضمن جدول الدروس في الجامعة ” بحيث ينجح او يرسب الطالب فيه “.. ولم ينجح هذا المقترح انذاك .. 4 – من الضروري ان يحصل الخريج اسواءا يتعين في المدارس او يتعين في المعاهد او الكليات او الجامعات على نفس الدرجة الوظيفية و الرواتب و الامتيازات و غيرها من الحقوق ، فضلا عن الحصول على مكافآت تشجيعية عند تقديم عمل او انجاز رياضي متميز .. 5 – يمكن الاستفادة منهم ايضا في الاتحادات و الاندية الرياضية و اللجنة الاولمبية و وزارة الشباب و الرياضة ، و وزارة الدفاع و الوزارة الداخلية . .
ثالث عشر – المنشأت و التجهيزات الرياضية : انها في حالة سيئة بل اكثر وقبل كل شيء 1 – قلة الساحات و الملاعب و الموجودة منها في حالة لا تبشر بالخير و لا تصلح حتى لمسابقة الفئران 2 – عدم توفر قاعات رياضية مغلقة ومكيفة ومجهزة ولا مسابح .. 3 – قلة توفر الاجهزة و الادوات الرياضية في جميع المدارس و المعاهد و الكليات و الجامعات و الاندية الرياضية و غيرها و في عموم العراق … ان هذه المشكلة هي في الحقيقة من المشاكل القديمة و لم تجد حلا جذريا و صحيحا و لا توجد لها ميزانية خاصة و للوقت الحاضر ، فالحكومات العراقية السابقة و الحالية هي المسؤولة و بالدرجة الاولى عن هذا الوضع و استمرارها الى يومنا .. ففي بغداد العاصمة لا يوجد ملعب خاص ” لالعاب القوى – عروسة الالعاب ” و نفس الشيء في اقليم كوردستان و حتى بالنسبة ” لكرة القدم ” اللعبة الشعبية و المحبوبة لدى الجماهير لا يوجد ملعب ذات مواصفات دولية ، و لا ندري كيف يمكن تنظيم دورة رياضية عربية او اسيوية في المستقبل ؟ .. و لا يوجد حتى في الافق اي مؤشر لمعالجة هذه المشكلة بل العكس هناك اهمال و تهميش مقصود من قبل الدولة و الحكومة .
رابع عشر – ضياع طاقات الشباب : بسبب الحروب المتتالية و الكوارث و غياب الامن و الامان و الفساد الاداري و المالي و حتى الاخلاقي مما خلق اوضاع فوضوية و مآساوية و بالتالي ابعد جيل الشباب عن الحياة العملية تماما و خلق فيهم البطالة و التمسك بالتقاليد و العادات المتخلفة و المضرة و التوجه نحو الكسل و التثاقل و الخمول و ترك الرياضة و التدريب و بذلك ضياع هذه الطاقات بدلا من الاستفادة منهم في بناء البلاد من خلال العمل في الزراعة و الحرف الفنية و الصناعات المفيدة وكذلك في ممارسة الرياضة و التدريب من اجل المشاركة في السباقات و البطولات المحلية و الخارجية . .
خامس عشر – المستقبل المجهول : لقد ضاعت الرياضة العراقية و فقدت هيبتها و جماليتها و سمعتها محليا و دوليا للاسباب و المشاكل المذكورة اعلاه . سنوات كثيرة فقدت من عمرها و بقي العديد من الاندية و الاتحادات الرياضية تتراوح مكانها دون احراز اي تقدم و فشلت في تحقيق نتائج جيدة ,,, سنوات كثيرة ضاعت من عمر الرياضة العراقية و ستضيع سنوات اخرى قادمة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه و بقيت الامور و المشاكل على نفسها دون حلول جذرية فستحل بالرياضة العراقية كارثة خطيرة لا يعرف عقباه . . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى