قصص من الواقع

المدرس

فوك المحل مالتي بالضبط اكو عائله … ام و ولد ثنين … الجبير يداوم كلية الصبح و بليل يشتغل بالكرادة بمحلات ملابس … و الصغير بالمتوسطة … امهم موظفة … منفصلة جديد … سمعت عن طريق الولد الي يشتغل يمي اني مدرس … طلبت مني ادرس ابنها الصغير …
و كام تقريبا يوميا ابنها ينزل يمي ادرسة مجانا … ذاك اليوم ابو المحل الي بصفي جديد مفتح … شافني ادرسه و سألني كالي انته مدرس لو ابو اصباغ وكهربائيات … هو جابها بشقى الرجال … كلتله اني مدرس … كال و ليش عفت التدريس … هو توقع لان اني على عربانه عفت التدريس و جانت عيونه تسأل بس لسانه يكول غير شي … بس سالفة تركي للتدريس مو علمود رجلي … الحقيقة قصة طويلة …
صحته كلتله استريح و اجه جر كرسي و كعد يمي و دزيت على جايات ..
و كالي ولو تدخل مني بس شنو بالحرب انته فقدت رجلك لو شلون .. كلتله سالفة طويلة .. كال احجيلي اني العمال موجودين بالمحل و ماعندي شي …
كلتله بالتسعينات اني جنت طالب كلية … بيتنا بالشعب … جانت حياتنا بالبيت مرتبة .. و عائلتنه كلهم دارسين و مثقفين … ماعدنا واحد ما عنده شهادة … و المنطقة تحلف براسنه هلكد ما هادئين و ابد ابد ماعدنا مشاكل … ما طلع صوتنا بيوم بالمنطقة …
نروح الصبح لدوامنا و نرجع نطب للبيت و نسد بابنا علينا و نكعد … بحياتنا لا اني و لا واحد من بيتنا كعد بالركن لو التقى مقابيل الباب … جنا طلاب و بس …

بيوم من الايام بالكلية تعرفت على بنية مرحله اولى … و صار بيني و بينها كلام … البنية جانت كلش مودبة و حبابة … و بنت عائلة معروفة و اهلها هم مقاصرين بالعلم .. بس الفرق مجان بالمستوى التعليمي بينا و بينهم … الفرق جان بالمستوى المادي .. همه بيتهم يفصل من بيتنا اربع بيوت … و هي بالكلية بعدها و بذاك الوكت جواها سيارة … و اني لو تنكتني نكت ما شايل غير بس فلوس الروحه و الرجعه من الكلية وفوكاها فلوس لفة لو بطل ببسي كزاز …
البنية حبتني … حبتني لدرجة جبيرة و اتفقنا بس اتخرج اروح اتقدملها … و المشكلة الجبيرة وين … هي جانت تحجيلي قصص عن والدها شلون بادي من الصفر و شلون انسان متفهم الحياة و ابد ميدور ماديات … و خلتني اقتنع انو وضعي المادي مراح يأثر … و خلصت كلية و تقدمتلها و انرفضت .. و كررت المحاولة بعد ما اتعينت و هم انرفضت … و بوقتها ابويه قنعني … كالي ابني البنية مدلله و انته ستوك بديت حياتك و راتبك ميفتح بيت و لا يفتح غرفة … اني اساعدك بلي اكدر عليه بس للامانة مو بهل الزواجه الي مبينه مراح تصيرلك …. عوفها ابني … ابوها ترى محترم ويانا لحد الان و ما سمعنه كلمه محلوة بالمرتين الي رحنالهم بيها … و بكلامه واضح انو اكو فرق بالحاله المادية بس هو مديكول هالشي بلسانه المفروض احنا نفتهم يا ابني …
و اقتنعت بكلام ابوية … و عرفت هالبنية الي حبيتها مو الي … و يوم ورى يوم حسيت هي البنية هم بردت من جانبي (لان جان بيناتنا اتصالات عالتلفون الارضي) … و كالت ابوية قافل و انته مكاعد تحرك نفسك … كلتلها شلون احرك نفسي اني توظفت و شنو بيدي بعد اسوي … كالت ماعرف … و يوم ورى يوم العلاقة بردت لحد ما انقطعت الاتصالات بيناتنا نهائيا و مرة صدفه جربت اتصل و لكيت اصلا رقمهم مغيري …
جنت اداوم بمجال التدريس بس الراتب شي رمزي و ما يفتح بيت يعني حتى اذا افكر ارتبط بغيرها لازم اطلب مساعدة من ابوية …
و اني ما جنت اريد هالشي بس شسوي مجبر عليه … و قررت انطي دروس خصوصية … ابوية جان معارض الفكرة و ميقبل … يكول اذا سويت هالشي لا اراديا راح تساعد الطالب و راح ينجح مو بأستحقاقه … و شلت الفكرة من راسي و اشتغلت بأسواق غذائية … يعني جنت ادرس و اشتغل بالاسواق … و تعرفت على ولد محله بصف الاسواق الي اشتغل بي … يبيع ملابس و اكسسوارات نسائية … الولد جان جواه برازيلي ٨٧ (بحليبها) بجيسها .. و الولد جان مبين يصرف و ميهتم للفلوس و هالشي واضح .. يعني من يجي يتسوك من يمي مرات كمية مسواكه ناس و عوائل ميتسوكون بكده …. بالصفحة الثانية مال الاسواق الي اشتغل بيها اكو حلاق … الحلاق حجالي سالفته … كال هذا فايخ … اخوه بالدنمارك و يدزلهم دولارات و هو يصرف بكيفه …
و مكضي وقته بالمحل مالته و يصادق بنات وبس … كلتله ليش الدنمارك هيج بيها فلوس … كال اوروبا غير … و من يومها كمت ادور على اي تفاصيل تخص سالفة اوروبا … و اسال منا و منا … و عرفت من امي ان ابن خالة امي ساكن بالنرويج … و اهله هم حالتهم كلش زينه … و صار شاغلي و تفكيري السفر … و بذيج الفترة تعرفت على ولد يم الحلاق اسمه تحسين … تحسين يشتغل بخياطة رجالية يم فلكة صباح الخياط … بس ممرتاح بشغلة و جان يجي يلتقي يمي من ابو الاسواق يروح لبيتهم … لان ابو الاسواق الي اشتغل يمه كلش نحس بهل المواضيع … ميقبل احد يجي يمي عبالك مشتريني طابو … و حجيت لتحسين على الفكرة الي براسي .. السفر .. كلتله اني زواج مكدرت اتزوج و اني عندي شهادة … على الاقل اطلعلي كم سنة و ارجع اتزوج … و تحسين هم بقت سالفة السفر براسة … و هو كام يدور من صفحة و اني ادور من صفحة ثانية … و اجاني بيوم كالي لك لكيتها … كلتله شنو … كال المهرب الي طلع صديق ابن عمتي يقبل يطلعنه اني وياك لالمانيا … كلتله بشرفك .. كال والله بس طالب مبلغ … كلتله ميخالف اني مجمع و اكدر اخذ من ابوية … و رحنا اتفقنا وياه و صدك الرجل طلعنا من بغداد للشمال و من الشمال لتركيا .. و من تركيا عبرنا لليونان … بذاك الوكت بقينا اسبوع نمشي و نتختل لحد ما دخلنه (اسكندربولي) اليونانية … و تكسيات جانت تنتظرنا اخذتنا للعاصمة (اثينا) بس من تكسي لتكسي مو جره وحده … بأثينا حاولنا نطلع تهريب بجوازات مزورة من المطار و جنا ننلزم … جانت صعبة … طبعا احنا دافعين الفلوس عالوصول يعني مندفع ولا سنت زيادة … المهرب كال ترى هالشي ديخسرني و انتو مدبروها … خلي اطلعكم من ميناء (بريه) … خفنا من سمعنا بالميناء و بحر … بس من رحنا شفنا الوضعيه و السفن كبار ارتاحينا … كلناله زين شلون نصعد بالسفينة … و هنا جانت المفاجاة ..كال بالشاحنات قجق … كلناله يابه هيج نختنك …
كلشي مرتبيله حل … قبلنه … و رحنا بسيارة المهرب تلاثتنه .. كال واحد وحد راح اركبه … كلناله يله .. اخذ تحسين و راح ركبه بتريلة و رجعلي كال يله دورك … و رحنا … طبعا المهرب متفق وي كم صاحب تريلة … و كل نفر يذبه بتريله … و مبين اصحاب التريلات هم عدهم اتفاقيات وي الشرطة … و مرتب مكان بين الراس مال التريلة و المقطورة … هالمكان نختل بي لحد منصعد فوك بالسفينة احنا و التريلات … و ينزلنه بس تصعد التريلة للسفينة … نبقى نفتر بالسفينة و قبل منوصل لميناء مالطه هم يرجع يصعدنا … و صعدني بالمكان …
بقيت خاتل بس خايف كلش … و مشت التريلة و ماعرف شلون رجلي زلكت بفتحة و كامت مثل التنثرم و كمت اصيح كل قوتي و ابو التريلة خاف لان اكيد هو متفق وي شرطي لو شرطين … و طبعا سمع صوتي هو بس موكف لحد ما رجلي راحت … و من وكف اني جنت خربان و طبعا حسو الشرطة و جوي ركض و كعدت واني بالمستشفى … و كل الي داير مدايري غرب … وجوه ما اعرفها … و ابجي جنت على رجلي … جابولي مترجم و حجيت كل شي و بوقتها اخذولي صور و نزلو موضوعي بالجرايد اليونانية .. و صارت اتصالات و رجعوني لتركيا و من تركيا لسوريا و من سوريا رجعوني للعراق … بالعراق فوك ظيم الله هم انحبست كم شهر (قانون تجاوز حدود) … و طلعت رجعت للبيت و طبعا تحسين وصل بوقتها .. و دزلي رسائل مكتوبة بوقتها كال اني ماعرف بلي صار و دورت عليك بالسفينة ما لكيتك … و من وصلت لمالطه واحد مغربي ترجملي شنو يكول السايق … كمت ابجي و كلتلهم رجعوني بس كالو ميصير .. و كملت طريقي و وصلت المانيا .. و طبعا جان يحولي مبالغ بين فترة و فترة … و وضع اهله تحسن و ساعدهم هواي …
و طبعا سمعت اشكال و الوان حجي … ليش طلعت … و شوف شصار بيك … و جان بقيت حالك حال الشباب الي بعمرك … و حجي حجي حجي كومة … جنت ما اجاوب … اسكت .. لان شكلهم و شحجيلهم … السفر قمار … اني حاليا داحجي وياك بمحل تحسين … هالمحل الي اني داسترزق منه و اشتغل بي هو محل تحسين … هو دزلي فلوسة و هو ساعدني بس علمود اعيش … يعني شوف ..
تحسين توفق و اني رجعت تك رجل … بوقتها عرضو عليا اللجوء باليونان مع العلم اليونان مو مثل باقي دول اوربا ..بس المهم عرضو عليا هالشي … اني رفضت .. لان انكسر واهس من الدنيا كلها … و طبعا تركت التدريس .. و الحمدلله تزوجت و عندي ولد و بنية … بس ياهو الي يسألني عالسفر اكله السفر زار خصوصا للعراقي … لان العراقي بكل الازمنه مينطوه فيزا لدول قوية مثل دول الاسكندافية … يعني راح يطلع تهريب .. و لو يوصل لو ميوصل … البحر لو يحجي يعددلك بالاسماء كم واحد مات بي من التسعينات لليوم … وهاي دتشوف ..
من التسعينات الناس تطلع لهذا يومنا … و بيهم الي يوصل و بيهم الي يروح بالطريق .. و اذا تسألني اليوم تنصح بالسفر لو لا … اكلك كل انسان عنده عقل و يعرف الصح من الغلط … و يا تصيب و يا تخيب مابيها حل وسط … لو تحسين لو اني … و بس .


المصدر / صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى