مقالات

المرأة والإرهاب الإلكتروني ..!

وداد حاتم الحسناوي

ما لاشك فيه مانراه اليوم من إتساع مساحة الفضاء الإلكتروني التي اصبحت تغطي العالم، هذه الثورة المعلوماتية المستمرة في التطور عملت على إلغاء الأسوار، والموانع وتعتبر سلاح ذو حدين فمن الممكن استخدامه لتطوير كثير من العلوم ذات المنفعة للبشرية، وايضا هناك فئة واسعة تعمل على استخدام هذا الفضاء لتهديد السلم والأمن وتدمير المجتمعات .

تعمل هذه الفئة والتي تطلق عليها الجماعات اَو التنظيمات الارهابية ربما عندما نذكر اسمها يتبادر الى ذهن المتلقي مجموعة من الناس الذي يحملون السيوف ويتزيون بالزي المتسربلة القديمة، لا هذه الجماعات اليوم هي الاكثر تطورا واستخدام للثورة المعلوماتية، لديها إستراتيجية رقمية وإلكترونية عالية المستوى، داعش في حربه المنتشرة استخدم ٩٠٪ عالم رقمي وإعلام و ١٠٪ أسلحة تقليدية، حيث قام في عام ٢٠١٤ بتجنيد ٣٠٠٠٠ الف شاب من انحاء متفرقة من العالم كان يجند مايقارب ٣٤٠٠ شاب يوميا.

تعمل هذه الجماعات بدس السم في العسل من خلال إبتكار وخلق عام موازي، وهوية جمعية متطرفة، حشد العالم الرقمي بمعلومات ذات شحن طائفي عاطفي، نحن نتعامل مع تطبيقات هي في الحقيقة عبارة عن جواسيس، ولصوص، إلكترونية تسكن في عقر دارنا وفي زوايانا، وتحت وسادتنا، من الممكن ان تتسبب بقتل مجتمعاتنا وتدميرها، ويشكل اكثر هذه التطبيقات خطورة هو :

اليوتيوب، وتوتيتر، والفبس، وتطبيقات الالعاب المرتبطة بالفيس ايضا. حيث يتم زرع مابين كل عدد من المحتويات محتوى يحث على التطرف، وإشاعة خطاب الكراهية، وفكرة معادية، هؤلاء الجماعات اليوم هم من يمتلك المعلومة ووفق صراع المعلومات من يمتلك المعلومة هو الذي يدير العالم الرقمي، كل هذه التطبيقات التي يقوم أبنائنا بتثبيتها في اجهزتهم لها سياستها الخاصة حيث يطلب من المستخدم السماح باختراق الكاميرا، والمكريفون، و…. و… و… و اضافة لتلك الالعاب علي الفيس التي تطلب منك بياناتك مرة يقوم بتغير صورتك بعد ٥٠ خمسون عاما مثلا، او ماذا تريد ان تكون في المستقبل كل هذه البيانات تذهب لجهة ما تراقبك وانت من قدم لهم المعلومة، اين يقضون معظم اوقاتهم الشباب في مراكز تعليمية مثلا، او في المقاهي او في اماكن تعاطي المخدرات من خلالك اصبحت تلك المنظمات الارهابية تعلم عنك ماذا تطمح، او تعاني من تفكك، واغتراب اسري او مجتمعي، نحن هكذا نبدوا في حالة تعري معلوماتي، بعض الدول الراعية للإرهاب تنفق آلاف الدولارات للشحن الطائفي والفكر المعادي المدمر، ونسف المؤسسات والشركات وإختراقها بضغطة زر غير مكلفة لكنها تكون اكثر تأثير من استخدام السلاح التقليدي، ممكن تتسبب بخسارات ومحو اقتصاد بلمسة عابرة.المراة كانت هدفاً للجماعات الارهابية ” الرديكالية” وشبكات الإتجار بالبشر، وركزت على استدارجها واخضاعها لدورها المهم في تجنيد الشباب عبر النت، وايضا لانها بعيدة عن الشبهات، معنى ذلك ان فتياتنا ، وشبابنا، فلذات اكبادنا في مواجهة خطر كبير، يستلزم منا ان نعمل على وضع استراتيجية وطنية، ودولية لوضع موانع، وحواجز توازي هذا التطور الرقمي، بعض الدول مثل الصين، روسيا، وايران وغيرها ادركت هذا الخطر الكبير، ووضعت بدائل.اما نحن على مستوى الشعوب العربية فنحن مستخدمون، مستهلكون، لا متحكمون،أيضاً نحن نعاني من فرق جيلي، جيل قديم يفتقر للمعلومة امي يحبوا تنطلي عليه كثير من الحيل والتحايل الإلكتروني، وجيل يفوق حتى معلمه ربما اليوم حتى المعلم في المدرسة يشعر بالحرج من هذا الجيل الالكتروني، في عملية التحصين والتلقيح من هذا المرض الفتاك لابد ان يكون احد اهم محاور الاستراتبجية الوطنية هو الإهتمام بالمراة لما لها من دور محوري في تقويم سلوكيات الاسرة، وبناء المجتمع وتعزبز مسيرة النهوض به، امرأة غير واعية يقينا تسهم بنشر الارهاب والكراهية من حيث لاتدري، لابد من إنشاء مراكز متخصصة حكومية كانت او منظمات مجتمع مدني لتتبني توعية المراة من خلال ورش عمل للمراة في كل مفاصل الحياة عاملة كانت او غير عاملة والعاملة في مجال التربية والنعليم، لما للمجتمع النسائي من طبيعة التأثير والتأثر،لابد ان يأخذ الإعلام الرقمي دوره في نشر كل أساليب التثقيف والوعي.

حما الله اولادنا وبناتنا وبلداننا من خطر الإرهاب، لكن الدعاء لايكفي ولايجدي في هكذا قضايا مصيرية، لابد من السعي الجاد ووضع خطط توازي هذا التطور المعلوماتي…مقالي القادم سيكون في ( الذكاء الصناعي*الباحثة في شؤون الإرهاب والتطرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى