مقالات

تآمر العجائز وتفريخ الكتل

علاء الخطيب

لقد فتح الوضع الشاذ في العراق بعد سقوط الدكتاتورية شهية البعض على تفريخ الكتل و الاحزاب وانشطارها اميبياً، و يعتبر هذا الامر واحد من كوارث العمل السياسي العراقي .

اذا شتت توجهات الشارع واتاح لبعض السياسيين اللعب على حبال الخديعة وتبادل الادوار الحرباوية .

كثير من هذه الاحزاب والكيانات السياسية أولدتها الشهوة والشبق السياسي ، وسرعان ما زالت بزوال الشهوة .

فكلما فشلوا في اتجاه تحولوا الى اتجاه اخر ، معولين على نعمة النسيان لدى الجمهور وبراعة فن الخديعة لديهم .

واليوم كالامس نرى من أسسوا للفشل في الحقبة السابقة يجمعون قواهم المنهوكة لتشكيل كتلة جديدة ، همها افشال خصومهم وليس التنافس معهم.وللاسف اصبحت ظاهرة التفريخ مرض خطير يفتك بالعقل السياسي العراقي، ولا اعني هنا تأسس الكيانات السياسية على اساس التكامل وخدمة الوطن بل تأسيس هذه الكيانات من اجل الاستحواذ على خيرات الوطن ومقدراته والصراع الخالي من الفروسية .

ثمة من يرى ان التنافس السياسي في كل بلدان العالم المتحضر يكون باختلاف الرؤية في طريقة الحكم لا بالضد والتقاطع مع الخصوم ، لكن ما نسمعه ونراه في العراق هو العكس تماماً.الكتلة السنية المزمع تشكيلها مؤخراً والتي اختلفوا على زعامتها، وجدت من اجل التصدي لمجموعة سنية كذلك .

همهم الاول منع شركائهم من تحقيق الانجازات كي لا ينكشف فشلهم وبالتالي الخاسر الاول هم الناس .من الواضح ان ظاهرة التفريخ هذه ، فقاعة تنفجر بانتهاء مدة صلاحيتها ، فكثير من الاحزاب والكتل تشكلت وانقرضت والبعض الاخر في طريقه للانقراض ، بسبب او باخر، فلوالقينا نظرة على تاريخ الاحزاب والحركات والائتلافات السياسية منذ 3003 والى الان لوجدنا انها تتورم كالكتل السرطانية.

فقد سجلت مفوضية الانتخابات عام2018 / 204 حزب وكيان سياسي بينما كان عددها في 2003 واحد وعشرون ليتطور الامر في انتخابات 2005 الى اربعين كيان سياسي فقط وتوسع الامر ليصبح في عام 2017 115 كيان سياسي.لكن اغلب هذه الكيانات لفظت انفاسها الاخيرة وودعت السياسة وانقرضت ، اما لكونها فقاعة مرحلية ، او بموت واعتزال قادتها .فمن الاحزاب التي فارقت الحياة السياسية تيار الاصلاح الذي انشأ بعد انشقاق الجعفري عن حزب الدعوة وباعتزاله فقد انتهى دوره بشكل عملي ولم بعد له ثقل .حزب الدعوة تنظيم العراق بموت زعيمه ابو عقيل هاشم الموسوي يكون قد طوى دوره السياسيحزب الفضيلة بعد اعلان حله هو الاخر لم بعد له قواعد شعبية وتراجعت شعبيته كثيراً وتحول اعضائه في البرلمان الىحزب الدعوة تنظيم الداخل. عبد الكريم العنزي لم يسمع له ذكر سوى قناته المسار التي لم تسجل حضوراً يذكرالحزب الاسلامي طارق الهاشمي ، هذا الحزب فقد قواعده الجماهيرية وهرب رئيسه للخارج وانتهى دوره .المجلس الاعلى همام حمودي ، الكيان فقد بريقه الوهاج باستشهاد رئيسه السيد محمد باقر الحكيم ، وراح يخفت تدريجياً بعد موت السيد عيد العزيز الحكيم ومات سريرياً بخروج السيد عمار الحكيم وتأسيسه لتيار الحكمة ، وبعد ان افلس جماهيرياً في الانتخابات الاخيرة حل الكيان وأصبح في خبر كان .حزب الامة هو حزب يرأسه مثال الالوسي الذي يسكن اربيل، ليس لديه قواعد جماهيرية وليس له ذكر او تأثير في الساحة السياسية، فهو مجرد حزب يتكون من شخص واحد وهو رئيسه.المؤتمر هذا الحزب كان يرأسه احمد الچلبي وكان احد الاحزاب الرئيسية التي لعبت دوراً مهما ً ايام المعارضة العراقية ، لكنه مات بموت الچلبي وان كانت هناك محاولات لاحيائهم من قبل اراس كريم الا انها بائت بالفشل ، وانقرض الحزب واصبح في عداد الموتى.منطمة العمل الاسلامي كيان سياسي كان يرأسه في الخارج محمد تقي المدرسي ، وبعدها الشيخ محسن الحسيني الذي توفي ففارق العمل السياسي هو الاخروكذلك حزب النشور و جبهة التوافقو حركة ارادة وحزب التغيير الوطني العراقي و الحزب الليبرالي. الديمقراطيعراقيون. غازي الياور ، وحزب الشعب وحركة الوفاق وهلم جرا وربما احزاب لم نسمع بها ولم تخطر لنا ببالوالطريف في هذا الامر ان رئيس لجنة مؤسسات المجتمع المدني والتطوير البرلماني أعلن عن 170 حزباً فضائياً ودعا الى غلقها .هذا الامر يبين لنا بوضوح ان اغلب الاحزاب والكيانات والكتل التي تتشكل بين الحين والاخر هي عبارة عن متاجر لبيع الشعارات والزيف والخديعة. فقد مارست هذه اللعبة منذ 17 عاماً و لا زالت مستمرة.فالكتلة الاخيرة والتي ستلحقها وتلحقها ما هي الا دكاكين تُغير ديكوراتها الداخلية من اجل جذب المغلفين .لكنهم واهمون فقد ولى زمن الشعارات الفارغة وضعُف التصديق بها، فالسياسي الصادق من يقدم افعال ويمارس ما يقول على الارض وهذا الميدان يحميدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى