مقالات

حروب الأواني المستطرقة.. !!

مازن صاحب

كان وما زال واعتقد سيبقى التاريخ يسجل انتصار الدم على السيف هذه العقيدة التي لم تغادر الوجدان العربي الإسلامي منذ ثورة الحسين عليه السلام … ومنها ظهرت عقائد شعوب وأمم تنتصر كما فعل هوشي منه في فيتنام تعلموا اكل الحشائش وحروب الإنفاق لمواجهة قاصفات بي ٥٢ الأمريكية.. وقبلهم فعلت الصين حتى باتت تعليمات ماودي تونغ عن حرب العصابات مدرسة فكرية… لكن الأكثر قدرة في تمثيل انتصار الدم على السيف كان المهاتما غاندي ..كل من هؤلاء الرجال صنعوا هوية القتال ضد المعتدي .. أمة.. ومنها دولا ..وتطورت المواقف حتى ظهر نيلسون مانديلا يقاتل من سجنه لكسب غفران المستقبل لجنوب إفريقيا. في المقابل عربيا واسلاميا ..ظهرت زعامات يمكن وصفها بالتاريخية مثل جمال عبد الناصر عربيا والخميني اسلاميا .. لكن لم يخلق اي منهما أمة.. فلا الوحدة العربية تحققت ..ولا الوحدة الإسلامية أنجزت… فيما إشترك كلا الفريقين في قضية مشتركة ..هي القضية الفلسطينية… لكن ما حصل من تصادم وتصارع بين كلا المنهجين انما صب في مصلحة المشروع الصهيوني وتطورته وصولا الى مشروع الشرق الاوسط الكبير !! هذا المخطط الاستراتيجي الذي تعمل عليه دول المنطقة.. وقوى دولية من الشركات متعددة الجنسيات ..لم يحسب حساباته بدقة كاملة ..حينما واجه طائرة مسيرة مصنوعة بتقنيات غربية وربما مواد أولية غربية ايضا ..لكنها تحولت إلى سلاح فتاك بعقلية ارادة منظمة حماس في عمليات سيف القدس الشريف …فاي مفارقة هذه يتطلب ان يتوقف عندها اهل الاستراتيجية العسكرية للتعبئة القتالية ما بين حروب صغيرة وقدرات الاستجابة الاستراتيجية لها .السؤال .كيف يمكن استثمار هذا النصر المؤزر الذي وظف قدرات تقنية بسيطة الى كسب صفحة معركة كبيرة ؟؟ اعتقد جازما … ليس في عقلية اي من المنهجين القومي العربي او الإيراني الإسلامي الاتفاق على ادارة أمة بثوابت استراتيجية..فلا محرك هنا وهناك غير تغليب لغة المصالح ..نعم تحسب لإيران أفضلية صناعة قدرات حماس القتالية ..لكن لا يحسب لها صناعة تضارب المصالح العقائدي في فعل ورد فعل منذ مبدا تصدير الثورة حتى اليوم وهي على حافة تفجير اول قنبلة نووية !! في المقابل لم ينتبه ربما غير حسنين هيكل في كتابه مدافع آيات الله الى جدلية الأفضلية في العلاقات العربية الإيرانية على عكس ما وجده من صخب تصدير الثورة … هذه الجدلية التي انتجت العكس في الحرب الإيرانية العراقية حتى وصفها كسنجر بانها أضعاف لكلا الطرفين .اليوم هل سيظهر قائد مثل المهاتما غاندي الذي اغتيل من متطرف ..او مثل هوشي منه ..الذي رفض وفد مفاوضاته مع الأمريكان في باريس السكن في ذات الفندق الذي سكن فيه الوفد الأمريكي ؟؟ شخصيا لا اعتقد…لسبب بسيط .. ستبقى مثل هذه الحروب الصغيرة مثار تهديدات متواصلة ..اليوم ضد إسرائيل وفي الامس ضد السعودية .. وايضا تبقى قدرات الدولة تبحث عن حلول اخرى لمواجهة الحروب الصغيرة كما فعل صدام حسين في اتفاقية الجزائر!! واغلب مخاوفي التي اتمنى ان لا تحقق ..تتمثل في تصفية الحسابات على الأرض العراقية.. وبوادر تصريحات السفير البريطاني عن امن الانتخابات والانسحاب لبعض الأطراف واحداث الخطف والاغتيالات ..شواهد لمقدمات اتنمى ان لا تجعل الأواني المستطرقة الحروب الصغيرة تدك قلاع هشاشة دولة العراق العتيدة .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى