العربية والدولية

خبراء: فرنسا تقود ترويكا أوروبية للجم أطماع أردوغان في ليبيا

قال خبراء ليبيون إن فرنسا تقود ترويكا أوروبية للحيلولة دون تمادي نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعطيل الحل السياسي في ليبيا، لافتين إلى أن المعالجة الأوروبية الصحيحة للأزمة في البلد النفطي يجب أن تستند إلى تفعيل المهمة “إيريني”.

وإيريني عملية بحرية أوروبية لمراقبة حظر أممي على تصدير السلاح إلى ليبيا، وكانت استأنفت عملها في إبريل /نيسان الماضي.

وكشفت العملية إيريني حجم التدخل التركي في ليبيا ما تسبب في توتر بين الدول المشاركة في المهمة الدولية وأنقرة وغالبيتهم حلفاء في الناتو، خاصة فرنسا التي اعتبرت تركيا البلد المعرقل للحل السياسي.

ويرى الخبراء أن الترويكا الأوروبية؛ فرنسا وألمانيا وإيطاليا، معنية بالتوصل إلى حل سياسي في ليبيا كضامن لأمن القارة العجوز خاصة في ضوء المخاوف من عبور مئات المرتزقة السوريين الذي استقدمهم أردوغان للقتال إلى جانب مليشيات طرابلس الإرهابية إلى الشمال.

وكانت الدول الثلاث قد أصدرت بيانا نهاية الأسبوع الماضي دعت فيه إلى لوقف إطلاق النار الفوري والعودة للحوار السياسي ورفض التدخلات الأجنبية وعمليات نقل السلاح والمرتزقة إلى ليبيا .

ويقول الخبير السياسي الليبي عبدالسلام الترهوني إن موقف الدول الثلاث المعنية بالشأن الليبي فرنسا وإيطاليا وألمانيا قائم على أساس حماية الشواطئ الجنوبية لأوروبا، وهم يدركون أن هذا لن يتحقق قبل وإيقاف العربدة التركية في الشمال الأفريقي.

وأضاف الترهوني في تصريح اطلعت عليه (الاولى نيوز) أن أردوغان عراب التنظيمات الإرهابية دفع بقرابة 16 ألف مرتزق 70% منهم أصحاب توجهات عقائدية وهؤلاء وحدهم يمثلون خطرا إذا تمكنوا من التسلل للشواطئ الأوروبية.

وأكد الترهوني أن الترويكا الأوروبية قادرة على وضع حد للغطرسة الإردوغانية المختبئة خلف عباءة حلف الناتو في حال دعمت العملية “إيريني” البحرية جديًا وزودتها بإمكانيات تستطيع من خلالها ضبط شحنات السلاح البحرية المرسلة من تركيا.

وفي هذا السياق، قال عبدالله الكميعي المحلل السياسي الليبي إن فرنسا تعلم حقيقة النوايا التركية الرامية لتحويل سواحل جنوب أوروبا لبؤرة للتنظيمات الإرهابية وما ليبيا إلا قاعدة إنطلاق لها.

بدأت فرنسا الأربعاء الماضي تحركات أوروبية لعزل تركيا عقابا على التدخل العسكري في ليبيا وإغراق هذا البلد بالمرتزقة.

وطلبت فرنسا التي تشهد علاقتها مع تركيا تدهوراً على خلفية الملف الليبي، من الاتحاد الأوروبي إجراء مناقشة “بلا حدود” بشأن علاقته مع تركيا.

وأضاف الكميعي في حديث اطلعت عليه (الاولى نيوز) أن ألمانيا وإيطاليا دولتان تبحثان عن حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية وهذا لن يقبل به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا بعد أن يتم مرتزقته السيطرة على الحقول والموانئ النفطية لأنه لم يأتي إلا لهذه الغاية كما يعلم الجميع.

وكانت تقارير غربية عزت تدخل تركيا في ليبيا إلى رغبة أردوغان في السيطرة على نفط البلد الذي يعاني من الإرهاب.

وأوضح الكميعي أن الخطوات التي تحقق السلام فعلًا في ليبيا هي متابعة خط وسير الرحلات اليومية التي تتجه من مصراتة إلى أنقرة والعكس، ثاني هذه الخطوات فرض منطقة حظر بحري على سواحل المنطقتين الغربية والوسطى التي لم تتوقف شحنات الأسلحة عن الوصول إليها.

وتابع الكميعي هذه الأشياء الكفيلة بحفظ استقرار ليبيا وتردع التدخلات الخارجية وتضع أساسا قويا لعملية سياسية سلسلة.

من جانبه يرى يوسف الفارسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة عمر المختار- درنة إن التدخل التركي بات يؤرق الدول الأوروبية والمتوسطية تحديدا وعلى رأسها فرنسا التي تعتبر القائد الأول لدول شمال غرب المتوسط والخاسر الأكبر في هذا التصعيد بينما تقف إيطاليا موقف الحائر وهي صاحبة المصالح الكبرى في ليبيا.

وتابع الفارسي وهو أستاذ الأمن القومي والإقليمي في منطقة غرب المتوسط أن توجه باريس إلى التصعيد المستمر ضد تركيا واجه مقاومة ألمانية خشية الزج بالاتحاد الأوروبي في نزاعات على الحدود أو اتهامات بمحاولة تأمين مصالحها النفطية في ليبيا.

وأشار إلى أن روما بدورها تشعر بالتمادي الأوروبي في التغاضي عن المصالح الإيطالية والذي يزيد غضب الإيطاليين الغاضبين أصلا من تأخر الاتحاد في نجدتهم في ذروة أزمة تفشي فيروس كورونا.

وأشار إلى أن ألمانيا رغم عدم وجود مصالح مباشرة لها في ليبيا فإنها تنظر إلى البلاد ضمن العلاقات والتحالف مع فرنسا في إطار اقتسامها للزعامة الاوروبية فيما يشبه الصفقة الضمنية التي تتبادل الدولتان فيها الفوائد عبر تسليم فرنسا بالتفوق المادي الالماني وتسليم برلين بالدور التاريخي والسياسي الفرنسي.

كما لفت الفارسي إلى حالة العداء من قبل عديد القوى السياسية الألمانية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تتناقض أحلامه التوسعية مع المشروع الألماني الذي يقوم دمج المهاجرين في المجتمع.

ومنذ أواخر العام الماضي خرج الدعم التركي للمنظمات الإرهابية في ليبيا إلى العلن بتوقيع مذكرتي تفاهم مع حكومة فايز السراج غير الدستورية في طرابلس.

ووثق الجيش الليبي والمرصد السوري لحقوق الإنسان تدفق آلاف المرتزقة من سوريا إلى ليبيا بعد تدريبهم في مراكز تركية بشمال سوريا، إضافة إلى إمداد المنظمات الإرهابية بأسلحة وطائرات مسيرة لقتال الجيش الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى