مقالات

سفينة لا تبحر…. وربان لايعوم

بقلم: صبيح الكعبي

بقدر أحلامنا تأتي الإجابة عن أسئلة المعلم الذي أستقبلنا ببشاشة وجه وحدة نظرات وإنافة ملبس ليغور في أعماقنا عندما وضعنا اقدامنا الأولى على عتبات المدرسة , بسؤاله ماذا تكون في المستقبل ؟ نتقفز على مصاطبنا بعفوية واندفاع أستاذ مكرره إجابة مرسومة في مخيلة كل منا حسب البيئة والتربية والمؤثرات الخارجية ومحيط العلاقة وعمق الانتماء (معلم , شرطي ,دكتور ,ضابط ,عامل ), مرور الزمن كشفت الحياة فرص اخرى من الحقائق غفلنا ذكرها ونسينا مردودها لم نضعها في أوليات امنياتنا , غار عبابها من لديه مقومات تؤهله ان يعتنق فكر ويؤمن بنظريه أطرها بأهداف وبرامج تنسجم وتطلعاته المستقبلية برغم طريقه المحفوف بالمخاطر سميت السياسة والسياسة فن الممكن للوصول للهدف وبما ان الهدف وطن فتصغر امامه كل التحديات والتضحيات , برغم ان الحياة إرادة وجهاد لا يثبت في ميدانها إلا القوي والصبور كما أن الريح تهب في قوة ولا ترتد عن الوعورة وركوب الأخطار وتسلق القمم كذلك يجب على الإنسان أن يكون جريئاً صامداً في وجه الشدائد، طموحاً إلى العلا، لأن الأرض نفسها تكره الجبناء المتراخين عن تطلّب القمم والتي ساقها الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في إحدى أشهر قصائده المنادية بالحرية والثورة والحياة حيث يقول (ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر) , والسياسي بهذا المفهوم والاطار هو مشروع تضحية وبناء ونكران ذات وهو اول المضحين واخر المستفيدين , الصدمة والمفاجأة في الواقع الملوس للسياسة اشياء اخرى بعيدة عن المخزون في الذات شوهة صورة الحلم في الأذهان وبانت انها فن وطرق ملتويه واكذوبة للوصول الى هدف التسلط والامتيازات والمقاولات وممارسة الرذيلة وإدمان الأفيون و المخدرات والغش والخداع والقتل والتنكيل والتهميش والثأر والاستئثار والثروة والمولات والقصور والكذب والظلم والقوة , والقوة من شروطها امتلاك السلاح ومجموعه مؤهله قتاليا هدفها الانتقام ليكون طريقا معبدا لمناصب وقوانين ورواتب متعددة , يجيد لعب الادوار بأدواته واساليبه ليوصد الابواب المفتوحة ضده في محاولة هدم كيانه وتعرية سلوكه فيبيح الخطف والانتقام والقتل والمتاجرة بالمحرمات لأشاعه الرذيلة والجريمة في المجتمع , هناك فرق بين المخزون في الذهن و الواقع لصورة السياسي لأن النظرية تختبر تطبيقاتها بممارسة العمل عندما تكون على المحك والمواجهة , السقوط المادي والاخلاقي والتنكر للمبادىء ابعده عن مشروعه الوطني وقتل فيه روح المواطنة التي اصبحت في مفهومه شعارات كاذبه , طوع كل الموارد المرئية وغير المرئية لمآربه وتنفيذ اهدافه فعمل جاهدا على السيطرة على منافذ الحياة وخنق رقاب البعض بالرشوة والتهديد لتمرير صفقاته المشبوهة بأوراق مزوره تمر من امام عين اللارقيب بثمن بخس ساهم بإغراق البلاد بالممنوعات كالحشيشة والسلع المضروبة وغير الضرورية اهمل مناحي الحياة زراعيه , صناعية , تجاريه أضرت بالاقتصاد بسهام مميته قتلت روح الابداع والرغبة بالعمل وخلفت جيوش العاطلين ,عمق الواقع قاع صفصف لايرى فيها غير البؤس والمرض والجهل والفرقة والدمار والغدر واستحضر قول الامام الشافعي (ر ض)إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً – ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـهفكله إلى صرف الليالـي فإنهـا – ستدعو له ما لم يكن في حسابـهوبقت سفينة بلادي راسية على جرفها المالح وربانها الذي فقد شجاعة العوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى