مقالات

ليس بالنظام الداخلي وحده

عبد الحكيم مصطفى

منذ اكثر من ثلاثة اشهر ووسائل الاعلام تكثف اهتمامها بالنظام الداخلي للاتحاد العراقي لكرة القدم ،وكأن هــذا النـــــظام الداخلي سينهي كل مشــــــــاكل كرة القــــدم بالعراق ..هذا وهم كبير يحاول ان يسوقه بعض المتفائلين الذين يتناسون عن عمد ان الاندية الرياضية هي التي تنفذ السياسة الادارية والفنية للاتحاد ،وإن لم يكن النادي الرياضي متعاونا ومؤهلا لتنفيذ البرنامج المطلوب منه ،فان الاتحاد سيفشل حتى ولو كان نظامه الداخلي في افضل صورة قانونية ،ويحظى بتأييد ومساندة كل اندية العراق من الدرجة الثالثة الى الممتازة ..نعم الاتحاد ينظم البطولات الرياضية الداخلية ،ويقوم باعداد المنتخبات الوطنية للاستحقاقات الخارجية ،و يفرض شروطه على الاندية،ولكن مع كل هذه المهمات النوعية ،يبقى الاتحاد جهة ادارية نسبة مساهمته في تقدم كرة العراق داخلياً وخارجياً ،لا تصل باي حال من الاحوال الى نسبة مساهمة الاندية التي لها حصة الاسد في تطوير اللعبة .. وهنا يجب ان نعرف بان هناك اندية (لا) تستطيع ان تتعاون مع الاتحاد حتى وان حاولت التعاون ،وهناك اندية تستطيع ان تتعاون ولكن لا تنفذ كل بنود التعاون .. اما الاندية التي (لا ) تستطيع ان تتعاون مع الاتحاد ،فهي الفقيرة التي لا تملك بنى تحتية ،وفرصة فنية لتربية لاعبيها تربية تدريبية صحيحة ،ومحرومة بامر الحكومة غير العادلة بالتمتع بالامتيازات المالية ،وعدد الاندية الفقيرة كبير في الدوري الممتاز فضلا عن الدرجتين الاولى والثانية .. اما الاندية التي تستطيع ان تتعاون ولكن لا تنفذ كل بنود التعاون ،فهي التي تحظى بالدعم الحكومي و لديها ملاعب جيدة ،وتبذخ وتتباهى امام وسائل الاعلام بالصفقات التي تبرمها مع اللاعبين والمدربين ولكنها لا تولي الاهتمام المطلوب ببناء اللاعبين الواعدين ،وتعتمد بشكل شبه كلي على اللاعب الجاهز .. ثم ان ادارات عدد غير قليل من الاندية هي بيت الداء ،فهي فضلا عن كونها غير محترفة ،وليس لديها نية ان تحترف ،فهي لا تسعى الى تشكيل فرق الفئات العمرية الصغيرة كما ذكرت فيما تقدم ،كما انها غير مستعدة للاهتمام ببناها التحتية ،و لا تراعي صحة رياضييها ببناء ارضيات صالحة للتدريب على اقل تقدير ،و لايوجد في كوادرها التدريبيــة طبيب يتابع الحالة الصحية للاعبــــيها قبا واثناء وبعد المنافسات الرسمية ،وفــــوق هذا وذاك فانها تسرف في صرف المال العام دون رقيب أو ضمير مهني .التراخيص (قد) تنقذ اللاعب ،من الادارات الثقيلة الظل التي تتحكم بمقدرات عدد من اندية الدرجة الممتازة ،من جهة وصوله الى حقوقه المالية ،و(قد) تجبر ادارات الاندية المترفة التي تنعم بالمال العام ،على الاهتمام بالبنى التحتية بالحد الادنى من الاهتمام ..ولكن التطور الحقيقي لكرة العراق لن يحصل الا بالرقابة المالية والادارية والفنية المشددة على الاتحاد وفروعه في المحافظات والاندية بكل درجاتها من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .. وبقاء الحال على ماهو عليه الان من تسيّب وتشتت اداري ،يعني هدر المزيد الطاقات الرياضية الواعدة والمال العام على حد سواء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى