مقالات

ما بعد التغيير

بشير خزعل

في ذكرى سقوط النظام السابق يستذكر العراقيون تلك المرحلة باختلاف وجهات النظر والافكار التي تلت ما بعد العام 2003 ، فالحديث عن ايام النظام السابق، لم يعد مجديا في شيء سوى مزيد من الاختلاف. ورغم ما شاب المرحلة التي تلت النظام الاستبدادي وبعد مرور سنوات قليلة على التغيير ادرك العراقيون بمختلف قومياتهم واديانهم، ان الديمقراطية التي تلت مرحلة 35 عاما من الحكم الديكتاتوري هي قطيعة مع مرحلة الدكتاتورية، وبداية نظام ديمقراطي يحتاج الكثير ليترسخ ثقافة وسلوكا. وقد استطاع العراقيون بمختلف اديانهم وطوائفهم وقومياتهم وبتضافر الجهود أثار اعجاب العالم ان ينتصروا على الارهاب وطرد عصابات داعش من مختلف المدن العراقية، في حرب صعبة شهد لها القاصي والداني وبدماء زكية لآلاف الشهداء، تبادل المصالح لم يعد ممكنا ما بين القوى السياسية ولا يمكنه احداث تغيير ملموس، يستشعره المجتمع العراقي وعلى الطبقة السياسية والحكومات التي سمح لها التغيير بالوجود ان تسعى الى الاستقرار اقتصاديا وامنيا وسياسيا، بل والذهاب الى ابعد من ذلك في تحقيق الرفاهية لشعب عانى طويلا من ويلات الحروب والدمار، ويجب ان يبقى التفكير في التغيير في حدود الممارسات الديمقراطية والسعي لبنائها وتطويرها ضمن مرحلة جديدة، يلمس من خلالها الشعب آثار ثورة الاعمار والتطوير في مختلف المجالات التي تهم حياة الناس، العراق في هذه المرحلة يقف على مفترق طرق، فبعد مرور زهاء عقدين من الزمن سقوط الصنم، مازال البلد عالقا في واقع الهشاشة حسب تقرير منظمة (التمنية الدولية والبنك الدولي)، ويواجه حالة من انعدام الاستقرار السياسي، والاضطرابات الاجتماعية المتكررة، وفجوة متزايدة العمق مابين الدولة والمواطن، وفي خضم عدد من الازمات بما في ذلك تراجع أسعار النفط، وجائحة كوفيد – 19 ،والاحتجاجات الاخيرة، يضاف اليها تراكم تأثيرات السياسات الاقتصادية الضعيفة، وغياب الاصلاحات، والعجز عن معالجة الفساد، مع كل أزمة لا بد ان تظهر فرصة للاصلاح، وقد يكون طريق العراق صعبا، لكنه لن يكون مستحيلا اذا توفرت الارادة على التغير، لم يعد السؤال مهما عما قبل التغيير، بل اصبح الالحاح من قبل الشارع على ماذا تحقق بعد التغيير؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى