مقالات

مفهوم السيادة ومقاربة ( الاسد والخروف)!!

مازن صاحب

في ندوة حوارية عقدها ملتقى بحر العلوم لمناقشة الأفكار الواردة في كتاب صدر عن معهد العلمين ومركز بحر العلوم حول أزمة السيادة الوطنية العراقية .. طرح أستاذنا الدكتور عامر حسن فياض مقاربة مهمة جدا .. انتبهت الى التورية في معطيتها حين اشار الى ان الدولة لا يمكن ان تكون بقوة ( خروف ) في الداخل وتسعى للتعامل مع الخارج بقوة ( أسد ) !! ومع حلاوة وطراوة التورية في هذه المقاربة ..الا ان الحقيقة النظرية المطلقة تبقى مجرد افكار تحتاج الى استراتيجية دولة عليا ثم سياسات عامة شاملة ثم برامج عمل تطبيقية يمكن ان تجعل ( الخروف ) اسدا!!كيف يمكن التعامل مع هذه الفجوة في الواقع العراقي ..؟؟ اذا كان الاغلبية الغالبة من الكفاءات الاكاديمية والمثقفة تؤكد في تحليلاتها على ان كيان الدولة ما بعد ٢٠٠٣ قد ورث مشكلات كبرى منذ ١٩٥٨ وان ما وضع في الدستور العراقي بحاجة الى تغيير جوهري .. فإن وسائل ادارة هذا التغيير اما ان تكون بثقافة انتخابية للتغيير عبر صناديق الاقتراع ..او انها ستكون مثل او أقوى من مظاهر العنف الشعبي ما في ١٩٥٨.. فهل تعتقد اي قوة سياسية او مجتمعية انها يمكن ان تواجه غضب الجياع؟؟ الجواب ربما يكون من وجهة نظر اخرى في استعارة لمقاربة أستاذنا الدكتور عامر حسن فياض ان جميع هذه القوى تتعامل مع الخارج الإقليمي والدولي بسلوك قطيع ( الخراف) فيما تتعامل مع جياع الشعب بعقلية الاسود !! وهذا الانفجار العشوائي المتوقع والذي يحاول كثير من القوى السياسية ترقيعه او حجب الحديث عنه بغربال الأفكار المنقمة.. حين يشتد اوارها ويفور التنور ..هل ستكون هناك مرجعيات مجتمعية او دينية قادرة على الاتيان يغير قيادة فورة الغضب الشعبي.. ولنا ان نتذكر خطاب المرجعية الدينية العليا في احتجاجات تشرين اليس انتهت باستقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي ..وكانت تصف المتظاهرين باجمل العبارات ..فعلى من تعتمد هذه القوى ..بعد ان انتهى حال مجلس النواب الى التشابك بالأيدي بسبب الفساد …. لذلك هي دعوة ان لا تبقى الاغلبية الصامتة تلاحق سراب السيادة وهي تتجول في كروبات التواصل الاجتماعي تنتقد بنقمة مفاسد المحاصصة ..بل عليها استغلال الفرصة الاخيرة في أكبر تحشيد للانتخابات المقبلة بعقلية التغيير المنشود سلميا .. لان حدوث طوفان الانفجار ..سيعيد العراق الى منطقة رخوة ..تتعامل مع العراق بوثائق التاريخ وليس بحقائق الواقع .. ومن يريد بقاء العراق تاريخ وحغرافية عليه التفكير بعقلية الاسود وهو يقف امام صندوق الاقتراع في الانتخابات المقبلة ..ولله في خلقه شؤون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى